خطايا زهر الزيتون الرواية الأولى للكاتب السوري سلام حسين

ومن الرواية.. أحد عشر عامًا ولا يدري كم ينتظر أيضًا، فالعيش في وطن يعيش على حالة الطوارئ يعني أن تسجن بلا محاكمةٍ، أن توضع في علبة سردينٍ ويغلق عليك الباب دون تحديد مدّة الصلاحية على العلبة، عليك أن تنتظر فقط، هنا يصبح للانتظار أشكالٌ عدّة، ففي اللّيل تنتظر صباحًا أقلّ ظلمةً بقليلٍ من ظلمة اللّيل، وفي النهار تودّ أن يأتي الليل ليحملك في أحلامه بعيدًا عن وجع المكان…

…يحدث أحيانًا أن يتعثّر بنا الحبّ عن غير قصدٍ فقط ليغيّر ترتيب حياتنا وفق هواه فيجعلنا نُدمن السّهر والقلم والسّجائر، يُعلّمنا كتابة رسائل صباح الخير في تواقيت لا نخطئها أبدًا، يُجبرنا أن نتصالح مع مرآتنا وبائع العطورات والحلّاق، يُغيّر فينا ما كنّا نعتبره مبدأ، يُجبرنا على تقديم كلّ التنازلات، يُكسّر أبواب القلب ويُحطّم النّوافذ، يلوّن كلّ الفصول بلون الربيع، ويحدث أن يرحل فجأةً دون عذرٍ ولا مبررات فنكون قد تهنا، فلا ما حدث عاد يروق لنا، ولا الماضي الرتيب عاد يسكن فينا، لنتوه عن ذواتنا وعن الأشياء.